"يقول أريستوفانيس في الوليمة لأفلاطون أنه في غابر الزمان ، في عالم الأساطير ، لم يكن الناس ينقسمون ببساطة الى رجال و نساء ، بل الى ثلاثة أنواع: رجل/رجل، و رجل /إمرأة، و إمرأة / إمرأة.
بمعنى آخر كان كل شخص شخصين و كان الجميع سعيدا" بهذا دونما كثير تفكير به. ثم أخذ الرب سكينا" و قطع الجميع الى نصفين متساويين تماما". فصار العالم منقسما" فقط الى نساء و رجال ، و هكذا صار الجميع يقضون أعمارهم سعيا"، كل وراء نصفه الآخر....."
............................
.....يجالس وحدته
رجل بنصف ظلّ
و فنجان قهوة يبرد على ملل!
عناوين الصباح غادرت الجريدة
يطالع في الصفحات البيض صورا".....يقلّب الذكرى
يومه يزدحم بأمسه ...يسابق الغد
ساعةٌ في يده ستبلغ المساء
.................................
....لا ساعة في معصمها
تركض نحو ظلّ ضاع منها ذات مكان
تعتمر قبعة الرحيل
تركض...
هاربةٌ هي من شيء ما...
و خلفها تتساقط أشياء ...تتكسر و تتلاشى
أنفاسها حارة تمتزج ببرودة الضباب
تنهمر حبات عرق و مطر
شيء ما أخّرها....
...تصل...
تلتفت صوب الفراغ
....في المقهى المجاور رجل
تعثرت به نظراتها... مشت اليه...ستسأله كم الساعة
...دخلت
..............................
في المقهى رجل و امرأة
نضجت عناوين الجريدة
أخبار المساء عادت جديدة
على الطاولة فنجانا قهوة...رعشةٌ و ابتسامة
و ليلٌ يعبق برائحة البنفسج.....
.....................................
عند حافة القدر ثلاثة ...رجل و امرأة ،و ظل وجد منذ برهة ٍ... نصفه الآخر ..........