الجمعة، 4 فبراير 2011

أصل الحكاية...!







أتذكرين يا ميْ متى التقينا؟!!
كان ذلك قبل الزمن بقليل
قبل الشمس...على بعد مليون قمر
كان ذلك حين صحو ...و ربما حين مطر



أتعرفين يا ميْ؟
أنني قبل أن آتي كنت قد حجزت مكانين على خاصرة القدر
و قلت للأشجار أن تنتظر لتزهر،
قدوم طفلتين لن تكبرا...
قلت للعصافير أن لا ترحل ...فالشتاء سيتأخر لأعوام
...على الطريق ثمة فتاتان تتمشيان
...تتراكضان
...ترقصان
تسيران فوق عشب بلون سماء
... تطيران
تحطان على ارتفاع الحلم...
...و تحلمان




أنت ِ و أنا يا ميْ...
و أنت ِ أنا
و أنا أنتِ
و بيننا يمتد كل ما كان
و كل ما سوف يكون
بيننا ،حيث يتعطّل الزمان و تتشابك الحدود
و تضيع الأشكال و تنتحر الأكاذيب
و لا يبقى من الحقيقة... سوى نحن
أنت و أنا...
و عالم بطعم الحب
بمذاق أمس لم ينته
و ذاكرة قلب لن تغيب


.....
بعطر أمنا
و رائحة الخبز في الصباح
و صوت جرس المدرسة
و أوراق مبعثرة
و أقلام تلوين تفترش المكان


...و صغيرتين....
...تتعانقان...
فيلتمع في خاطر الكون بريق أمل
و يمتزج التراب بماء الورد


أتدركين يا ميْ؟
أتدركين يا أختي، ما هو أصل الحكاية؟
هو أنت ِ و أنا
هو كل ضحكاتنا المجنونةْ
و صرخاتنا المجنونةْ
و خلافاتنا البلهاءْ
هو كل عتاب ٍ بيننا و كل اشتياقْ
هو كل كلماتنا الحلوة و أسرارنا المكشوفة و اعترافاتنا التي لا تحتاج البوح
هو كل أحلامنا المشتركة و خيباتنا المشتركة
وتفاصيلنا الصغيرة المشتركة
هو عمرنا الجميل



أصل الحكاية يا حبيبتي
هو وجهك حين تبتسمين
...كما دوما"!!
و يدك التي تذكرني أنني سأبقى صغيرة
...كما دوما"!!
هو عيناك اللتان تفيضان خيالا" و دفءا"
و قلبك الذي يطمئن قلبي .. و يهمس لي:
لا تخافي يومنا الأجمل لم يأت بعد

...............

أصل الحكاية يا ميْ
قدر له وجهان
عمر له ظلان


...و لي...
أول الحكاية أنت ِ
و آخر الحكاية أنت ِ

و أنت ِ لي... يا ميْ... كل الحكايات.

السبت، 29 يناير 2011

لقاء...!




  "يقول أريستوفانيس في الوليمة لأفلاطون أنه في غابر الزمان ، في عالم الأساطير ، لم يكن الناس ينقسمون ببساطة الى رجال و نساء ، بل الى ثلاثة أنواع: رجل/رجل، و رجل /إمرأة، و إمرأة / إمرأة.

  بمعنى آخر كان كل شخص شخصين و كان الجميع سعيدا" بهذا دونما كثير تفكير به. ثم أخذ الرب سكينا" و قطع الجميع الى نصفين متساويين تماما". فصار العالم منقسما" فقط الى نساء و رجال ، و هكذا صار الجميع يقضون أعمارهم سعيا"، كل وراء نصفه الآخر....."



............................
.....يجالس وحدته
رجل بنصف ظلّ
و فنجان قهوة يبرد على ملل!
عناوين الصباح غادرت الجريدة
يطالع في الصفحات البيض صورا".....يقلّب الذكرى
يومه يزدحم بأمسه ...يسابق الغد
ساعةٌ في يده ستبلغ المساء


.................................

....لا ساعة في معصمها
تركض نحو ظلّ ضاع منها ذات مكان
تعتمر قبعة الرحيل
تركض...
هاربةٌ هي من شيء ما...
و خلفها تتساقط أشياء ...تتكسر و تتلاشى
أنفاسها حارة تمتزج ببرودة الضباب
تنهمر حبات عرق و مطر
شيء ما أخّرها....
...تصل...
تلتفت صوب الفراغ
....في المقهى المجاور رجل
تعثرت به نظراتها... مشت اليه...ستسأله كم الساعة
...دخلت

..............................

في المقهى رجل و امرأة
نضجت عناوين الجريدة
أخبار المساء عادت جديدة
على الطاولة فنجانا قهوة...رعشةٌ و ابتسامة
و ليلٌ يعبق برائحة البنفسج.....

.....................................

عند حافة القدر ثلاثة ...رجل و امرأة ،و ظل وجد منذ برهة ٍ... نصفه الآخر ..........

الثلاثاء، 25 يناير 2011

لطفلةٍ لم تأتِ بعد!


لطفلةٍ أرسمها على مهل ِ
تلوّن فوق دفاترها
تخربش حروفا"
ترسم بأناملها الطريّة وجها" لي
تناديني أمي
و آتي على عجل ِ....


لطفلةٍ ستولد من قمح ٍ
من حبر ٍ
من أمل ِ...

لا تخافي يا صغيرتي...
بينما تأتين
العالم سيبقى هنا
كل الغمامِ
كل اليمامِ
كل الأنهارِ ستبقى هنا


سأدعو السماء لتعود لنا
و تعود الأرض لنا
و بيتنا الصغير ليبقى لنا..



بينما تأتين
وجه الكون قد يتغير
و طعم البحر قد يتغير
و قرص الشمس فوق حديقتنا قد يصبح أصغر!
عيون ستأتي و أخرى سترحل
...فلا تخافي




في انتظارك يا حبيبتي لست وحيدةْ
ثمّة ورودٌ و فراشاتٌ
و علبٌ أكدّس فيها حبّا"وضحكاتٌ بعيدة
.....
و أغنيةُ سنرقصها و كتبٌ سنقرأها
و صلواتٌ سنتلوها قبل أن تنامي
و أحلامٌ سعيدة





لطفلةٍ لم يبصرها رحمي بعد
...ستأتين يا صغيرة
و سيقولون:
نجمةٌ ٌ سقطت من السماء
نبت الياسمين و أمطرت الدنيا
سيقولون:
لا نعرف اسمها
......
سأختار لك أجمل الأسماء
سأسميك....ابنتي

الجمعة، 21 يناير 2011

حين كانت نعجة!





   كانت الحياة اشبه بمسرح دمى يجتهد فيه الكل لإسعاد المتفرجين، و كانت هي بطلة القصة.
   دمية الخشب و الألوان الزاهية تتراقص بحرية و عفوية زائفة هي في الواقع ليست سوى ارتدادا" لحركة خيوط مربوطة بأطرافها ،مدلاة بين أصابع من صنعها و أقنعها بأنها الأميرة و بأن للقصص دوما" نهايات سعيدة و بأن الدنيا بدأت و تنتهي بين يديه و أنها ليست بالرغم من كل السكوت ...خرساء.

   في الصخب و الأضواء، كل الأكاذيب تبدو صادقة، و كل العيوب تختبىء خلف الأقمشة و الماكياج الصارخ.
كل الضحكات تتصنع الفرح و كل الآلام تتخفى خجلا.

   الى أن ينتهي العرض.تسدل الستائر و يحلّ الظلام.صمت بارد يسود المكان .
   كل الأكاذيب تخبو و الأحلام المعلّبة داخل فقاعات الصابون تذوب . يختفي صوت الممثلين و تحمل الدمى لتوضع في صناديق باردةو تكتشف أنها ما كانت سوى لعبة و أن السلاسل الشفافة لم تزل تكبّلها و أن النهاية السعيدة لم تأت بالرغم من أن المسرحية انتهت ...و الجمهور صفق و رحل.

   الماريونيت الجميلة بفستانها الأنيق تبقى على أمل و تنتظر كل صباح صانع أحلامها ليأتي و يمنحها يوما" جديدا" و دورا" ملائما" و صوتا" يعبّر فيه عن كلّ ما فيه و ينسى أن يعلّمها و لو لمرة... الكلام.

   كم من دمية وجدت ذات ليلة ميتة" بسكتة حلم أو حريق مفتعل أو قتلها داء الإنتظار!!!

   ليست كل الدمى متشابهة.

  حتما" ما كانت دمية عادية.

   و إلا لما سمعت ذلك الصوت الذي أيقظها ذات نهار و علّمها كيف تصنع أقدارها...
و علمها أن تتكلم...

   فحكت....

الأربعاء، 19 يناير 2011

عروس و عريس...




بفستانها الأبيض وبذلته السوداء، يحييان ليلة العمر...
فما سرّ هذه الخلطة الرمادية؟

الأبيض عنوان النقاء و الطهارة،اللالون...رمز النور...بعد الفراغ....
و الأسود،مركز الظلمة و الظل...رصين،حالك،يرسم حدود الرسمية و الوقار...
أتراهما كذلك؟
هذان الضدّان يجتمعان معا" ليطغيا على كلّ الألوان الأخرى ...
ليرسما في لحظات حاسمة، حلما"،عمرا"،حياة إثنين ربما لم يفكرا حتى بما قد يحمله هذا "البروتوكول اللوني"من معان.....

من الأبيض و الأسود يولد الرمادي....
لون الوسط و الإعتدال...
منطقة الدفء بين صقيع الموت و حرارة الحياة
أم أنه الإنذار بأفول الضوء و حلول الظلام... بقدوم الحزن الهادىء الراكد تحت الرماد...
قطعا" فلسفة الألوان هذه هي أبعد ما يمكن أن يكون عن بال العروسين المنشغل بأمور أكثر فرحة" و بساطة!!
و حتما"، صفاء الأبيض و رصانة الأسود أو تحجّره قد يكون أغرب ما يمكن عن عروس "cool " و عريس ساذج غارق في بحور جمالها و طلّتها ال"sexy" .

لا أعلم من أين بدأت هذه العادة و لا مصدر الإعتقاد بها.
فالأرجح أن من إبتكرها لم تكن فكرة المزيج بين اللونين واردة عنده و إلا لاختلفت المعادلة و ترك الخيار للطرفين ليصنعا وفقا" للرغبة ،لون حياتهما القادمة...
و الأكيد أنني و بالرغم من كلّ التساؤلات و الفلسفات اللونيّة، لن أجد في ليلتي المنتظرة سوى الأبيض يكسوني علّه يفتح لي درب السلام و الحب و السكينة...
و إنشالله يبقى " فال خير" ....:)

الثلاثاء، 18 يناير 2011

قرأت ... و علّقت...


هذه المقاطع إخترتها من نصوص متفرقة قرأتها و أعجبتني فدوّنت عليها ما خطر بذهني حينها.
أرجو أن يكون لها نصيبا" من إعجابكم و تعليقاتكم أيضا" :)

ملاحظة: النص مكتوب بالخط العادي و التعليق بالخط الكبير.


****************************************



(1)

المرأة التي تعيش في قصائد الرجل
لا تعيش في بيته
و المرأة التي تعيش في بيت الرجل
لا تعيش في قصائده
الأولى حكاية مبتورة
و الثانية حكاية مغدورة
و هو المتوّج...في الأولى و الثانية


أما الرجل الذي يعيش في قصائد المرأة...
فإنه يعيش -حتما"- في كوكب آخر:)))




(2)



المرأة كالشجرة...
إن لم تسق بماء الحب تصفرّ و تموت ...
أو تعشق الغيوم الشاردة كي ترتوي....




و ثمة نساء حتى المطر يخذلها!!!













(3)
مخطئة المرأة التي تعتقد
أن الزينة و العطور و الموائد تجذب الرجل...
الرجل يحتاج الى مشاركة.


فلنأمل ذلك ;)

 

(4)


فنجان قهوة


.......
صحيح أنني مجرد فنجان قهوة، لا يروي ظمآنا" و لا يشبع جائعا". مرّ حينا"، حلو حينا" آخر، تماما" كما هي الحياة.
إشربيني على مهل،قبليني ما شئت،ثم اسكبيني و اقرئيني بلا عرافة، هي أنت المرسومة في قلبي.



هي أنت...تعرفك المقاهي و الساحات و المقاعد الباردة
تجلسين بإبتسامة سارحة...
تتصنعين الإنشغال...تتجاهلين الإنتظار...
...و تنتظرين...

فلسفات عشقية




الى إمرأة عاشقة....
لا تتساءلي إن كنت تحبينه أم لا
فكلّ أشياؤك تفضحك....
و كلّ تفاصيلك تنبض به
أحبيه...
أحبيه...حتى تفيضي أنوثة....




*********************


أرادت حبا" يشبهها
بحثت عنه، ثم انتظرته...
... و انتظرت...

حدّثتها نفسها ذات يوم قائلة:
" أيتها الحمقاء ، كفاك انتظارا".
من قال أن حبنا يشبهنا...لكلّ منا حب قد لا يشبهه أبدا" و لكنه حتما" يستحقه!!! »

و في الصباح التالي إستيقظت سعيدة"
فقد اكتشفت أنها، و دون أن تدرك...
...كانت عاشقة!!!